اثر تعدد مصادر التمويل على كشف التدفق النقدي وتفعيل اجراءات الرقابة عليه
The impact of multiple sources of funding on the disclosure of cash flow and the activation of control procedures
أ.م.د. علي ثجيل المعموري
Assistance professor
Dr. ALI MOHAMMED THIJEEL
المحاسب القانوني
ساجد محمد عبد السيد
Dr. SAJID MOHAMMED ABD AL SAYED
المستخلص
يقضي مبدأ مقابلة الإيرادات بالمصروفات بربط الجهود بالمنجزات والأفصاح الكافي لنتيجة النشاط، ففي حالة تولد منافع مستقبلية من أصل معين فإن هذا الأصل يظهر في الميزانية حتى يعبر مع باقي أصول الوحدة المحاسبية على قوة المركز المالي أما في حالة عدم وجود فوائد مستقبلية من المجهود فيتم تحميل ذلك المجهود على حسابات النتيجة التي تعكس نتيجة النشاط خلال فترة محددة كأن تكون شهر أو فصل أو سنة مالية.
حيث تتمثل مشكلة البحث في إنشاء موجودات ثابتة تساهم في توليد الدخل عن طريق جهات مستقلة ماليا عن الجهة المستفيدة ، كذلك صعوبة قيام ديوان الرقابة المالية الإتحادي في الرقابة والتدقيق على مشاريع تنفذ خارج ميزانية الدوائر الخاضعة للتدقيق ، وتبرز أهمية البحث في ضرورة توحيد موازنة الجهات الحكومية من أجل السيطرة على حركة التدفق النقدي وتفعيل التدقيق المتقاطع خصوصا إذا كانت جهات الإنفاق ليست هي الجهات المستفيدة .
وقد توصل الباحثان الى الاستنتاجات التالية :
- صعوبة السيطرة على التدفقات النقدية الداخلة والخارجة نتيجة تعدد مصادر التمويل .
- ضعف إجراءات الرقابة المالية والتي يقوم بها ديوان الرقابة المالية الإتحادي نتيجة التباعد المكاني بين جهة الإنفاق والجهة المستفيدة .
وكانت أبرز التوصيات:
- ضرورة حصر الإنفاق على المؤسسات ذات التمويل الذاتي من الميزانيتين التشغيلية والإستثمارية .
- ضرورة تفعيل دور ديوان الرقابة المالية الإتحادي في ما يتعلق بالتدقيق المتقاطع للمشاريع من خلال الفرق العاملة في المؤسسات المختلفة .
Abstract
The principle of an interview requires revenues to expenditures by linking the efforts and achievements and disclosure sufficient to result activity, in the case generate future benefits of a particular asset, this asset appears in the balance sheet to reflect with the rest of the accounting unit’s assets on the strength of financial position In the absence of future benefits from the effort are so loaded effort on the result accounts that reflect the outcome of activity during a specific period if the month or be separated or fiscal year.
The researcher reached the following conclusions:
1- difficult to control the cash inflows and outflows as a result of the multiplicity of sources of funding.
2- weak financial controls and procedures carried out by the Federal Office of financial supervision as a result of the spatial separation between the point of spending and the beneficiary.
The most significant recommendations:
1-The need to limit spending on self-financing of the operating and investment budgets institutions.
2- the necessity of activating the role of the Federal Audit Court in regard to cross-check of projects by teams working in different institutions.
المقدمة
بعد الانفتاح الاقتصادي في العراق بعد عام 2003 ورفع الحضر على تصدير النفط العراقي وتدفق أموال كثيرة لم يشهدها البلد من قبل والذي انعكس بدوره الى على زيادة نفقات المؤسسات العاملة بالعراق سواء كانت قطاع عام أو خاص كذلك ضعف الإدارة المالية في العراق في تعاملها مع وضع لم تعشه من قبل وقلة الخبرة في رسم السياسة المالية للبلد مما زاد من الحاجة الى ضرورة تبني المبادئ المحاسبية المقبولة قبولا في التعاملات المالية.ان كل عمل يتم إنجازه يجب أن تكون له نتائج فالأثر يدل على المؤثر ونتيجة لحداثة تجربة الإعمار والبناء في البلد لذلك أصبح لزاما توحيد موازنة المؤسسات الإنتاجية وفصلها عن موازنة الدولة ، ونظرا لأهمية كشف التدفق النقدي في معرفة كمية الأموال المتوفرة لدى المؤسسات من أجل الاستمرار بنشاطها وتسديد التزاماتها المستقبلية وأصبح من الضروري أيضا اعداد كشف التدفق النقدي بمايتلائم مع المبادئ المحاسبية المقبولة قبولا عاما وقيد تدفق الأموال حسب الأنشطة المتأتي منها وهي الأنشطة الثلاثة ” التشغيلية ، الاستثمارية ، التمويلية” من أجل ذلك فقد تم تقسيم البحث الى المحاور الآتية :-
- منهجية البحث
- كشف التدفق النقدي ودور ديوان الرقابة المالية في الرقابة عليه
- مصادر التمويل في دائرة بلدية الناصرية والرقابة عليها
- الاستنتاجات والتوصيات.
المحور الاول: منهجية البحث
1-1 مشكلة البحث
تحقق إيرادات لدوائر إنتاجية في ظل تعدد مصادر التمويل دون أن يكون لها يد في انجاز الموجودات التي ساهمت في تحقيقها مخالفة بذلك مبدأ مقابلة الإيرادات بالمصروفات والذي يقضي بإن كل مجهود يجب ان يقابله منجز كذلك تعارضه مع مبدأ الإفصاح المحاسبي والذي يقضي بأن المؤسسات يجب أن تفصح عن حقيقة النشاط سواء كان ربحا أو خسارة كذلك ضعف دور ديوان الرقابة المالية الإتحادي في الرقابة على المشاريع في ظل تعدد مصادر التمويل .
1-2 أهمية البحث
تبرز أهمية البحث من خلال أهمية دوائر التمويل الذاتي في دعم الاقتصاد الوطني ودور ديوان الرقابة المالية الإتحادي في الرقابة على تعدد مصادر التمويل عندما تكون جهة الإنفاق ليست هي الجهة المستفيدة كذلك تقديم إطار مقترح لنموذج كشف تدفق نقدي وتحديد الاختلافات بين كشف التدفق النقدي قبل إدخال التدفقات النقدية من عدة جهات وكشف التدفق النقدي بعد إدخال التدفقات ومعرفة صافي النقد الذي يعرض في قائمة المركز المالي في كلتا الحالتين.
1-3 أهداف البحث: يسعى البحث الى تحقيق الاهداف الآتية:
- تعريف كشف التدفق النقدي ودراسة مكوناته الثلاث ” الأنشطة التشغيلية، الأنشطة الاستثمارية، الأنشطة التمويلية “.
- إعداد نموذج مقترح لكشف التدفق النقدي بعد دمج جميع التدفقات النقدية الداخلة من عدة جهات في قائمة واحدة.
- تفعيل دور ديوان الرقابة المالية في التدقيق المتقاطع .
1-4 فرضية البحث: في ضوء مشكلة البحث التي تم عرضها سابقا يمكن صياغة الفرضيات التالية: –
- إن إدخال المبالغ المخصصة لدوائر التمويل الذاتي من ضمن موازنة تلك الجهات يساهم في تحقيق مبدأي المقابلة والإفصاح.
- سهولة الرقابة على المبالغ المنفقة في حالة حصر تلك المبالغ في ميزانية واحدة كما هو معمول به في شركات القطاع الخاص.
1-5 إسلوب البحث
اعتمد البحث على الأسلوب الاستقرائي في جانبيه النظري والعملي لاسيما دراسة كشف التدفق النقدي ومصادر التمويل في عينة البحث.
1-6 عينة البحث
تم اتخاذ بلدية الناصرية عينة البحث لدراسة مصادر التمويل فيها وطبيعة الرقابة عليها من قبل ديوان الرقابة المالية ومن دائرة البلدية فيها.
المحور الثاني: كشف التدفق النقدي ودور ديوان الرقابة المالية في الرقابة عليه
2-1 تعريف كشف التدفق النقدي
التدفق النقدي هو مصطلح عام يستخدم بصور مختلفة اعتمادا على سياق الكلام ، فمن الممكن يشير الى التدفقات النقدية الفعلية في الماضي أو الى التدفقات النقدية المستقبلية ، كذلك من الممكن أن يشير الى النقد الإجمالي أو الى أنواع محددة من النقد على سبيل المثال التدفق النقدي التشغيلي ، النقد الحر، صافي التدفق النقد.
شكل (1) أنواع التدفق النقدي
Team FME, 2013: 13)) تصرف من الباحثان
مكافئات النقد: إستثمارات قصيرة الأجل لها قابلية على التحول الى نقد بسرعة كبيرة ، كذلك درجة المخاطر المحيطة بها تكون قليلة ويعود السبب في هذا الى ثبات الفائدة المتعلقة بها على المدى القصير . Accounting Standards Codification 230:2015,2))
2-2 استخدامات قائمة كشف التدفق النقدي) 658 Needles,H.et al:2011,)
- إن الإدارة تستخدم قائمة كشف التدفق لتقييم السيولة النقدية ، ولتحديد سياسة التوزيع ، كذلك معرفة حجم الاستثمارات لدفع الالتزامات قصيرة الأجل .
- المستثمرون والدائنون يستخدمون قائمة كشف التدفق النقدي لمعرفة قدرة الشركة على تسديد ديونها في مواعيدها المحددة كذلك معرفة سياسة دفع توزيعات الأرباح بالنسبة للمستثمرين .كذلك تستخدم قائمة التدفق النقدي في :(IAS 7″ Statement of cash flows”:2010.)
- تحديد مدى إمكانية المنظمة على تحقيق تدفقات نقدية .
- تفرقة الأنشطة الى تشغيلية وإستثمارية وتمويلية .
إن الهدف الأساسي من كشف التدفقات النقدية هو لتقديم المعلومات حول مقبوضات الشركة ومدفوعاتها خلال الفترة المحاسبية ، أما الهدف الثانوي للكشف هو لإظهار الأساس النقدي في تعاملات الشركة وحسب الأنشطة الثلاث لها (الأنشطة التشغيلية ، الأنشطة الإستثمارية ، الأنشطة التمويلية ) (Kieso ,H.et al:2013,1412).
2-3 التدفقات النقدية Cash flows
وتشمل التدفقات الداخلة والخارجة من النقد ومكافئاته. (القاعدة المحاسبية رقم 7: 1996 ,2) .
النشاطات التشغيلية Operating activities: وهي النشاطات الرئيسية لتوليد الإيرادات للمنشاة والنشاطات الأخرى من غير النشاطات الاستثمارية أو التمويلية.
النشاطات الاستثمارية Investing activities: وتتمثل في عمليات اقتناء واستبعاد الموجودات الثابتة والاستثمارات الأخرى التي لا تدخل ضمن مكافئات النقد.
النشاطات التمويلية Financing activities: وهي النشاطات الناتجة عن التغيرات في حجم وتركيبة حقوق الملكية والأموال المقترضة للمنشاة.
2-4 دور ديوان الرقابة المالية الاتحادي في الرقابة على مصادر التمويل واستخداماتها
يعمل ديوان الرقابة المالية من خلال هيئات منتشرة في عموم البلد وهذه الهيئات تقوم بعملية الفحص على وفق المتطلبات القانونية لعملية الفحص والتدقيق لجميع معاملات الصرف والقبض فضلا عن أعمال تقويم الأداء.
أولا: مهام الديوان: حددت المادة (2) من قانون ديوان الرقابة المالية رقم (31) لسنة 2011(المعدل) بموجب أمر سلطة الائتلاف رقم (77) في 25/4/2004 مهام الديوان بالنقاط الآتية:
1- تدقيق حسابات ونشاطات الجهات الخاضعة للرقابة والتحقق من سلامة تطبيق القوانين والأنظمة والتعليمات المالية على ان يشمل ذلـك :-
أ- فحص وتدقيق معاملات الإنفاق العام للتأكد من سلامتها وعدم تجاوز الاعتمادات المقررة لها في الموازنة، واستخدام الأموال العامة في الأغراض المخصصة لهـا وعدم حصول هدر أو تبذير أو سوء تصرف فيها وتقويم مردوداتها .
ب- فحص وتدقيق معاملات تخمين وتحقق وجباية الموارد العامة للتأكد من ملاءمة الإجراءات المعتمدة وسلامة تطبيقها .
ج – إبداء الـرأي في القوائم والبيانات المالية والتقارير المتعلقة بنتائج الأعمال والأوضاع المالية للجهات الخاضعة للرقابة وبيان ما إذا كانت منظمة على وفق المتطلبات القانونية والقواعد والأصول المحاسبية المعتمدة وتعكس حقيقة المركز المالي ونتيجة النشاط .
2- تقويم الأداء على وفق احكام هذا القانون .
3- تقديم العون الفني في المجالات المحاسبية والرقابية وما يتعلق بها من أمور إدارية وتنظيمية.
4 – نشر أنظمة المحاسبة والتدقيق المستندة الى المعايير المقبولة الدولية للمحاسبة والتدقيق وأفضل الممارسات ، وبالتعاون مع المفوضية للنـزاهة العامة لتحسين القواعد بشكل مستمر ، الممارسات ، والمعايير القابلة للتطبيق على الإدارة والمحاسبة وتدقيق الأموال العامة في العراق .
5- كشف خلال التدقيق وتقييم الأداء لأدلة الفساد ، الاحتيال ، التبديد ، الإساءة ، عدم الكفاءة في الأمور التي تتعلق باستلام وإنفاق واستعمال الأموال العامة .
6- التحقيق والتبليغ في الأمور المتعلقة بكفاءة التحصيل والإنفاق واستعمال الأموال العامة كما هو مطلوب رسمياً من السلطة التشريعية الوطنية .
7- تحال إلى المفتش العمومي للوزارة ذات العلاقة ، أو مباشرةً إلى مفوضية النـزاهة العامة حيثما كان ذلك مناسباً كل ادعاءات أو أدلة الفساد أو الاحتيال أو التبديد أو سوء استخدام أو عدم الكفاءة في الإنفاق واستعمال الأموال العامة .
8- فرض الأنظمة والإجراءات للقيام بأعماله كمؤسسة تدقيق عليا للعراق .
ثانيا: خطة الديوان:
1- يهيئ الديوان سنوياً وينشر (خطة السنوية) لإتمام مهمته كمؤسسة تدقيق عليا للعراق يجب ان تصف هذه الخطة ما يتعلق بالاتي :
أ- كل أنواع التدقيق وتقييم الأداء المتوقع إجراؤها في السنة القادمة .
ب – مجالات التعاون مع مفوضية النزاهة العامة أو المفتش العام لكل وزارة .
ج – أي موضوع آخر يعدّه الديوان ضرورياً لتحقق حكومة العراق الشفافية ، والمسؤولية والكفاءة.
2- يهيئ الديوان سنوياً وينشر (التقرير السنوي) الذي يبحث تفصيلياً التدقيق وتقييم الأداء المباشر به طوال ألاثني عشر شهراً السابق ، ويجب ان يتضمن حالة التدقيق ، التقييمات ، والأعمال المتصلة بالديوان ، ويتضمن كذلك كشف التدقيقات ، التقييمات ويتضمن كذلك الطلبات السابقة لمفوضية النـزاهة العامة ، سلطة الائتلاف المؤقتة ، مجلس الحكم العراقي أو أي جهة وريثة التي ستكون السلطة التشريعية الوطنية ، فضلاً عن ذلك يتضمن التقرير السنوي تقييماً للكفاية الكلية وفاعلية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضمان الفعالية والشفافية في استخدام وإنفاق الأموال العامة في العراق ويتضمن كذلك أي تشريعات أو مقترحات محددة من قبل الديوان تكون ضرورية لإنجاز واجباتها كأعلى مؤسسة رقابة مالية.
3- يعلن الديوان وينشر على نحو واسع النتائج النهائية لنتائج عمله ، يضمن ذلك كل تقييمات الأداء والتدقيق والخطط والتقارير ، فصلياً على الأقل ، أو ينشر الديوان قائمة التقارير المدققة الأخيرة وتوزع القائمة على نحو واسع بقدر الإمكان ، وباستخدام الانترنيت ان توفر ، وتوفير كل التقارير إلى الصحافة وأي شخص مهتم من خلال تقديم طلب مكتوب ، هذا القسم لا ينطبق على المعلومات المحظورة من قبل الوكالات المخولة لإغراض الأمن القومي .
- يضع الديوان إجراءات تحضير وتقديم الخطة السنوية أو التقرير السنوي الجهة السلطة
ثالثاً- برنامج تنمية الأقاليم :
ولادة البرنامج في عام 2006 وبموجبه يتم تخصيص مبالغ استثمارية لمشاريع تنمية الأقاليم ضمن الموازنة الاستثمارية الاتحادية مولدا بيئة جاذبة لتخطيط أبعاد التنمية المحلية المستدامة ويهدف البرنامج الى: – (وزارة التخطيط)
– تقليص التفاوت المكاني بين المحافظات .
– اعتماد مبدأ الميزة النسبية عند تبنيه للمشاريع التنموية .
– دمج مبدأي العدالة والكفاءة عند توزيع تخصيصات الأستثمار .
– الحد من أرتفاع مستويات الحرمان والفقر بين سكان المحافظات لانها تعد أسبابا حقيقية لتنمية مشوه وحراك سكاني غير منظم مما إدى الى ظهور نمط لتوزيع السكان مكانيا يميل لصالح مراكز النمو الاقتصادي متمثلا بالعلاقة الطردية بين مستوى التحضر ومستوى التنمية .
إن برنامج تنمية الأقاليم وغيره من برامج الصرف التي تم إستحداثها بعد عام 2003 والتي تعتبر صرف خارج الموازنة مثل ( المجلس الأعلى للأعمار ، تسريع الإعمار ، مشاريع إنعاش الأهوار ، المنحة الأمريكية ، منح الدول المانحة ، مصادر تمويل أخرى ) والتي تساهم بإنشاء وتكوين موجودات ثابتة لدوائر التمويل المركزي والذاتي على حد سواء الأمر الذي يخل بمبدأ وحدة الموازنة وصعوبة السيطرة على حركة التدفق النقدي وتشويه عرض المصروفات في الدوائر وتوحيد الحساب الختامي للدولة ، فلو عدنا الى برنامج تنمية الأقاليم نجد إن الحكومات المحلية في المحافظات تقوم بإنشاء وتشييد مشاريع لدوائر أخرى في المحافظة حيث تكون جهة الصرف مستقلة ماليا وحسابيا عن الجهة المستفيدة من ذلك المشروع كذلك في كثير من الأحيان قد يكون هناك تباعد مكاني بين جهة الصرف ( المحافظات ) والجهة المستفيدة مما يؤثر بشكل كبير على عمل ديوان الرقابة المالية الاتحادي وصعوبة الوصول الى تلك المشاريع وتدقيقها ميدانيا الا في حالة تفعيل دور التدقيق المتقاطع كأن يكون هنالك تنسيق بين فريق الجهة المستفيدة يقوم بالإطلاع على المشروع ومتابعة الإنجاز المادي له وبين فريق الجهة القائمة بالصرف وتدقيق المشروع ونسبة الإنجاز المالي له والإطلاع على أوليات الصرف ومن ثم جمع النتائج التي توصل لها الفريقين .
قاعدة وحدة الموازنة:-
يقصد بوحدة الموازنة ان ترد نفقات الدولة وإيراداتها ضمن وثيقة واحدة تعرض على السلطة التشريعية لإقرارها , فلا تنظم سوى موازنة واحدة تتضمن مختلف أوجه النفقات والإيرادات مهما إختلفت مصادرها ومهما تعددت المؤسسات والهيئات العامة التي يقتضيها تنظيم الدولة الإداري(الخطيب والشامية , 2007: 278). ويلاحظ أن بعض الاقتصاديين يميز بين وحدة الموازنة وعمومية الموازنة فضلاً عن تكاملها وتعبيرهما في الواقع عن فكرة واحدة ولكن من زاويتين مختلفتين إذ يتطلب مبدأ وحدة الموازنة إعداد وثيقة واحدة للموازنة ويحضر وجود عدد من الموازنات ومبدأ عمومية الموازنة يقضي ان تدرج في الموازنة العامة الإيرادات العامة كافة والنفقات العامة كافة كل على حدة، ومن خصائص هذا المبدأ انه يساعد على ايجاد نظام محاسبي موحد لحسابات الحكومة.(السلوم والجزراوي, 2006: 295) .
وهناك بعض الاستثناءات على هذا المبــدأ :-
- الموازنة الملحقة: هي الموازنات الخاصة بالهيئات التي لا تتمتع بشخصية معنوية مستقلة عن شخصية الدولة والأصل أن تدخل ضمن الموازنة العامة إلا أن المشرع فصلها لأسباب حسب طبيعتها التجارية التي تستلزم معرفة نتائج أعمالها من ربح أو خسارة.(العلي,2007: 524)
- الموازنة الاستثنائية: وهـــي مـوازنات تعــد لأغـراض مؤقتـة أوغيـر عاديـة .(الخطيب والشامية, 2003 : 280)
- الموازنات المستقلة: أنها موازنة مصلحة عامة أو مؤسسة عامة تتمتع بالشخصية المعنوية المستقلة مثل موازنات الطوارئ (عصفور, 2008: 52-53).
المحور الثالث: مصادر التمويل في دائرة بلدية الناصرية والرقابة عليها
تم عرض المشاريع التي تم تنفيذها على برنامج تنمية الأقاليم والكلف المتعلقة بها كذلك أخذ عينة المشاريع التي تم تنفيذها لصالح بلدية الناصرية على حساب برنامج تنمية الأقاليم وعرض كشف التدفق النقدي قبل إدخال تلك المشاريع ومن ثم تعديل الكشف بعد إدخال تلك المشاريع والعمل على تحليل الكشف .
الجدول أدناه يبين عدد وكلف المشاريع المنفذة من قبل محافظة ذي قار من تخصيصات تنمية الأقاليم لسنة 2013
ت | المشاريع مصنفة حسب النشاط | عدد المشاريع | الكلفة الكلية (مليون) | عدد المشاريع المنجزة | عدد المشاريع قيد التنفيذ | عدد المشاريع الى المجموع الكلي % |
1 | اكساء وتبليط الشوارع | 146 | 424152 | 60 | 86 | 22.6 |
2 | تنظيفات وتجهيز حاويات نظافة | 2 | 4470 | 2 | 0 | 0.3 |
3 | تقاطعات وارصفة حدائق وساحات | 15 | 54000 | 5 | 10 | 2.3 |
4 | شبكات ومحطات ماء ومجاري | 146 | 506052 | 61 | 85 | 22.6 |
5 | شبكات ومحطات كهربائية | 101 | 359717 | 23 | 78 | 15.6 |
6 | منشآت التعليم العالي | 14 | 16182 | 5 | 9 | 2.2 |
7 | منشآت صحية مختلفة | 11 | 28375 | 4 | 7 | 1.7 |
8 | مدارس مختلفة ورياض أطفال | 74 | 109395
|
29 | 45 | 11.4 |
9 | ابنية متنوعة | 76 | 135755 | 34 | 42 | 11.5 |
10 | جسور مختلفة | 13 | 54010 | 5 | 8 | 2 |
11 | الري والبزل | 13 | 11100 | 5 | 8 | 2 |
12 | شبكات اتصال هاتفية | 5 | 9641 | 3 | 2 | 0.77 |
13 | مستلزمات متنوعة | 19 | 31950.748 | 9 | 10 | 2.9 |
14 | شراء سيارات حكومية | 6 | 44500 | 6 | 0 | 0.927 |
15 | برنامج الحكومة الإلكترونية | 1 | 2000 | 0 | 1 | 0 |
16 | تصاميم مدن | 5 | 6350 | 1 | 4 | 0.77 |
المجموع | 647 | 179764.748 | 252 | 395 | 100 |
المصدر (من إعداد الباحثان بالاعتماد على سجلات محافظة ذي قار)
فلو لاحظنا تلك المشاريع والمنفذة على برنامج تنمية الأقاليم نلاحظ الصعوبة الكبيرة التي ترافق تدقيقها من الناحيتين المادية والمالية فكما هو واضح من الجدول إختلاف القطاعات التي تم تنفيذ مشاريع لها وكذلك ضخامة حجم الإنفاق على هذا البرنامج ( تنمية الأقاليم ) وقد يصار تنفيذ تلك المشاريع الى دوائر تمويل ذاتي ( المؤسسات البلدية ، دوائر الكهرباء ..الخ ) مما يشوه حقيقة المركز المالي لتلك المؤسسات عن طريق عدم إظهار النقد بصورة حقيقية كون إن التدفقات النقدية التي ساهمت بتشييد وبناء تلك المشاريع هي تدفقات نقدية خارجة من المحافظة وليست على حساب تلك المؤسسات ومن ثم تولد موجودات ثابتة لا يقابله تضحية مالية .
تم تنفيذ ثلاث مشاريع الى مديرية بلدية الناصرية على برنامج تنمية الأقاليم وكما مبين في أدناه:-
- إنشاء شوارع متفرقة في مدينة الناصرية ضمن تخصيصات مشاريع برنامج تنمية الأقاليم والمدرج ضمن الموازنة الاستثمارية لسنة 2014 بموجب كتاب وزارة التخطيط ذي العدد(2/8/1372) في 9/4/ 2014 والمبين تفاصيله في أدناه: –
رقم العقد | تاريخ توقيع العقد | اسم الشركة المنفذة وجنسيتها | الكلفة التخمينية
(ألف دينار) |
مبلغ العقد
(ألف دينار) |
التخصيص السنوي
(ألف دينار) |
موضوع العقد | المدة التعاقدية |
134 | 21/9/2013 | س
(عراقية الجنسية)
|
3000000 | 2400250 | 250000 | إنشاء شوارع متفرقة في مدينة الناصرية | (400) يوم تبدأ بعد ثلاثة أيام من تاريخ توقيع العقد |
- إنشاء شوارع وأرصفة في حي الحسين في الناصرية والممول من مشاريع تنمية الأقاليم لسنة 2013 والمدرج ضمن الموازنة الاستثمارية لسنة 2014 بموجب كتاب وزارة التخطيط ذي العدد(2/8/1372) في 9/4/2014 والمبين تفاصيله في أدناه: –
رقم العقد | تاريخ توقيع العقد | اسم الشركة المنفذة وجنسيتها | الكلفة التخمينية
(ألف دينار) |
مبلغ العقد
(ألف دينار ) |
موضوع العقد | التخصيص | المدة التعاقدية
|
99 | 11/9/2013 | ص
(عراقية الجنسية) |
2000000 | 1289675 | إنشاء شوارع وأرصفة في حي الحسين في الناصرية | مشاريع تنمية الأقاليم والمحسوبة ضمن الموازنة الاستثمارية لسنة 2013 | (360) يوم تبدأ بعد ثلاثة أيام من تاريخ توقيع العقد |
- إنشاء شوارع وأرصفة في المنصورية في الناصرية وقد قامت المحافظة بكتابها المرقم ( 824 ) في 1/4/2014 بمفاتحة وزارة التخطيط بشأن إضافة المشروع أعلاه إلى الخطة الاستثمارية لسـنة 2014 وتمت الموافقة على إدراجها من قبل وزارة التخطيط بكتابها ذي العدد(1372/8/2) في 9/4/2014 والمبين تفاصيله في أدناه:-
رقم العقد | تاريخ توقيع العقد | اسم الشركة المنفذة
وجنسيتها |
الكلفة التخمينية
(ألف دينار) |
مبلغ العقد
(ألف دينار) |
التخصيص | موضوع العقد | المدة التعاقدية
|
124 | 15/9/2013 | ع
(عراقية الجنسية) |
1000000 | 839025 | مشاريع تنمية الأقاليم المحسوبة ضمن الموازنة الاستثمارية لسنة 2013 | إنشاء شوارع وأرصفة في المنصورية في الناصرية | (290) يوم تبدأ بعد ثلاثة أيام من تاريخ توقيع العقد |
فلو عرضنا كشف التدفق النقدي لمديرية بلدية الناصرية قبل إدخال المشاريع أعلاه :-
التفاصيـــــل | المبلــــغ/ دينــــــار |
التدفقات النقدية عن الأنشطة التشغيلية | |
النقد المستلم من : | |
إيراد النشاط الجاري | 8609975405 |
الإيرادات التحويلية | 76173367 |
الإيرادات الأخرى | 35893600 |
مجموع النقد المستلم | 8722042372 |
النقد المدفوع عن : | |
الاستخدامات | 7232869158 |
المصروفات التحويلية | 6807000 |
المصروفات الأخرى | 337863299 |
الزيادة في المدينون | 481136000 |
النقص في الدائنون | 16068992 |
مجموع النقد المدفوع | 8074744449 |
صافي الأنشطة التشغيلية | 647297923 |
التدفقات النقدية عن الأنشطة الاستثمارية | |
النقد المدفوع عن : | |
الزيادة في الموجودات الثابتة | 1110440387 |
الزيادة في مشروعات تحت التنفيذ | ــــــــــــــــــ |
مجموع النقد المدفوع | 1110440387 |
صافي الأنشطة الاستثمارية | (1110440387) |
صافي التدفق النقدي من الأنشطة التشغيلية والاستثمارية | ( 463142464) |
رصيد النقد في بداية السنة 1/1/2014 | 1803358652 |
رصيد النقد في نهاية السنة 31/12/2014 | 1340216188 |
فلو إطلعنا على الأنشطة الإستثمارية في كشف التدفق النقدي خلال عام 2014 لوجدنا إن المبلغ الذي تم إنفاقه على الأنشطة الإستثمارية كان ( 1110440387) دينار (مليار ومائة وعشرة ملايين وأربعمائة وأربعون ألف وثلاثمائة وسبعة وثمانون دينار ) في حين إننا لو قمنا بإدخال المبالغ المنفقة على مشاريع تنمية الأقاليم خلال عام 2014 والبالغ قيمتها (4528950000 ) دينار ( أربعة مليار وخمسمائة وثمانية وعشرون وتسعمائة وخمسون ألف دينار) لكان كشف التدفق النقدي كما مبين في أدناه :-
التفاصيـــــل | المبلــــغ/ دينــــــار |
التدفقات النقدية عن الأنشطة التشغيلية | |
النقد المستلم من : | |
إيراد النشاط الجاري | 8609975405 |
الإيرادات التحويلية | 76173367 |
الإيرادات الأخرى | 35893600 |
مجموع النقد المستلم | 8722042372 |
النقد المدفوع عن : | |
الاستخدامات | 7232869158 |
المصروفات التحويلية | 6807000 |
المصروفات الأخرى | 337863299 |
الزيادة في المدينون | 481136000 |
النقص في الدائنون | 16068992 |
مجموع النقد المدفوع | 8074744449 |
صافي الأنشطة التشغيلية | 647297923 |
التدفقات النقدية عن الأنشطة الاستثمارية | |
النقد المدفوع عن : | |
الزيادة في الموجودات الثابتة | 1110440387 |
الزيادة في الموجودات الثابتة عن طريق برنامج تنمية الأقاليم | 4528950000 |
مجموع النقد المدفوع | 1110440387 |
صافي الأنشطة الاستثمارية | (5639390387) |
صافي التدفق النقدي من الأنشطة التشغيلية والاستثمارية | (4992092464) |
رصيد النقد في بداية السنة 1/1/2014 | 1803358652 |
رصيد النقد في نهاية السنة 31/12/2014 | (3188733812 ) |
فكما هو واضح من كشف التدفق النقدي المعدل والذي تم إضافة الموجودات الثابتة التي تم إنشائها على برنامج تنمية الأقاليم خارج موازنة البلدية فإن الرصيد النقدي أصبح سالبا بمقدار (3188733812) دينار ( ثلاثة مليارات ومائة وثمانية وثمانون مليون وسبعمائة وثلاثة وثلاثون الف وثمانمائة وإثنى عشر دينار) .كذلك إن الموجودات الثابتة التي تم إنشائها خارج موازنة البلدية سوف يتم إضافتها الى فقرة الموجودات الثابتة في الميزانية العامة دون بيان التدفقات النقدية الخارجة من البلدية في سبيل إقتناء وإنشاء تلك الموجودات ، فلو تم تنفيذ تلك الأعمال على موازنة البلدية لتغيرت قيمة الموجودات المتداولة مع تغير النقد على أساس إن النقد لم يتأثر حاليا بالمشاريع المنفذة على موازنة محافظة ذي قار ( برنامج تنمية الأقاليم ) ، وإن تلك الموجودات سوف يوزع عمرها الاقتصادي على طول فترة بقائها في الاستخدام توزيعا عادلا ( احتساب الاندثار) الأمر الذي يشير الى إنها سوف تساهم في توليد الدخل دون أن يكون للبلدية أي صلة في إقتناء تلك الموجودات وهذا الأمر يتنافى مع المبدأ المحاسبي ( مقابلة الإيرادات بالمصروفات ) مما سوف يظهر في قائمتي الميزانية العامة وكشف التدفق النقدي على غير حقيقتها .ويمكن عرض جزء مختصر من إيرادات النشاط الجاري والتي تحققت نتيجة استخدام الموجودات الثابتة التي تم تنفيذها على برنامج تنمية الأقاليم ( إيراد لا يقابله مصروف على الرغم من احتساب الإندثار السنوي ):-
وأدناه كشف مختصر لإيرادات النشاط الجاري للسنة المنتهية في 31/كانون الأول/2014
اسم الحساب | المبلغ /دينار |
إيراد النشاط الخدمي | |
إيراد خدمات التنظيف | 181455000 |
إيراد خدمات التبليط | 167070750 |
المجموع | 348525750 |
المحور الرابع / الاستنتاجات والتوصيات
أهم الاستنتاجات: –
- تحقق إيرادات لدائرة بلدية الناصرية نتيجة استخدام موجودات ثابتة لم يكن للبلدية أي تضحية مادية في سبيل اقتناءها سوى الإشراف الفني .
- صعوبة السيطرة على التدفقات النقدية الداخلة والخارجة نتيجة تعدد مصادر التمويل .
- ضعف إجراءات الرقابة المالية والتي يقوم بها ديوان الرقابة المالية الإتحادي نتيجة التباعد المكاني بين جهة الإنفاق والجهة المستفيدة .
- تشويه عرض القوائم المالية نتيجة عدم إظهار كشف التدفق النقدي على حقيقته والذي يؤثر بدوره على الميزانية العامة بسبب عدم إظهار النفقات التي ساهمت في تشييد وبناء الموجود الثابت .
- تأثر مبدا وحدة الموازنة نتيجة إيجاد مصادر لتمويل المشاريع خارج الموازانتين التشغيلية والإستثمارية.
وانطلاقا مما تقدم فيمكن صياغة التوصيات أدناه: –
- ضرورة حصر الإنفاق على المؤسسات ذات التمويل الذاتي من الميزانيتين التشغيلية والإستثمارية ..
- ضرورة تفعيل دور ديوان الرقابة المالية الإتحادي في ما يتعلق بالتدقيق المتقاطع للمشاريع من خلال الفرق العاملة في المؤسسات المختلفة .
مصادر البحث
اولاً: المصادر العربية
- الخطيب, خالد شحادة والشامية , أحمد زهير , أسس المالية العامة , دار وائل للنشر, عمان , 2007.
- عصفور, محمد شاكر, أصول الموازنة العامة , دار الميسرة للطباعة والنشر والتوزيع , عمان , 2008.
- العلي, عادل فليح, المالية العامة والتشريع المالي الضريبي, دار حامد للنشر, عمان, 2003.
- الخطيب, خالد شحادة والشامية , أحمد زهير , المالية العامة , دار وائل للنشر, عمان , 2003.
- السلوم , حسن عبد الكريم والمهايني، محمد خالد,الموازنة العامة للدولة بين الاعداد والتنفيذ والرقابة, مجلة كلية الادارة والاقتصاد والجامعة المستنصرية العدد 64 سنة 2007.
- ديوان الرقابة المالية ، قانون ديوان الرقابة المالية رقم (31) لسنة 2011.
- مجلس المعايير المحاسبية والرقابية في جمهورية العراق “القاعدة المحاسبية رقم (7) كشف التدفق النقدي ، 1996.
- ديوان الرقابة المالية ، النظام المحاسبي الموحد ، الطبعة الأولى 2012 .
ثانياً: المصادر الاجنبية
1- Team FME , (2013)” Cash Flow Analysis” .
2- Accounting Standards Codification 230, (2015) ” Statement of cash flows”.
3- Kieso , Donald E, & Weygandt , Jery J , Warfield, Terry D “ Intermediate Accounting “ fifteenth edition , john Wiley & Sons Inc , 2013 .
4- International Accounting Standard 7″ Statement of cash flows”:2010.
Filed under: 21. بورصة وتحليل مالي وسوق المال وإستثمار | Leave a comment »